لم اكن يوما عضوا في الجماعة ، لا بل كنت مبتعداً عن أجواء الإخوان المسلمين، لكنني وما زلت احترم معلمي الذين درسوني وكان عدد كبير منهم ضمن الجماعة ، ومنهم من يقترب كثيراً منها ...ويسجل لهم أنهم من الحلماء العلماء، الذين درسونا بحنو أبوي ...ولا زالت اصواتهم متقدة في الذاكره ...
ولم نبتعد عنهم فالخلاف _ في الرأي ما أفسد الود لا بل كان محفزا للقراءه والاستبصار ومراجعة النصوص ومحاولة الإ هتداء والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها اتبعها ...
فالاستاذ الجليل ابراهيم خريسات نائب الأمه علمنا الصبر والصلابه وأقام الصلاه بالمدرسة وأعطى من فكره النير السليم السديد، إمارات وطرائق تعلمناها منه وارشدنا للتعامل مع الفكر الأخر ...وكان مشجعا لكل الأراء ولا يتصلب فكان رشيدا ورشيدا في التناول والمعاملة ...يضاف لعنايته بالقرآن وتلاوته ...في سكينه...
والاستاذ الجليل يوسف الساكت كان يجمع القوة والصلابة ويدير الانشطه ولا يلجأ للعنف ...نعم كان رشيدا تدار المدرسة بعينيه المضيئتين ...ولم نسمع منه شتما ولا تقريعا ولا ...
والصديق المرحوم المهندس خالد زيدان المصالحه والذي كان رحمة الله عليه برغم حداثه سنه واسعا موسوعيا يتقبل النقد ويتسع صدره ويدعو الى سبيل ربه بالحكمة والموعظه الحشنه ويناقش الأراء ويمارس الإصلاح بالرويه والتناول العلمي ...
راشدون، أصدقاء، نختلف ونلتقي ...لكن الوفاء أن نحرص عليهم ...
معارضة رشيدة، لا أن نسهم في تعميق الفجوة، فغياب المعارضة الرشيده، أو تغييبها ,هزالها ، والاستقواء عليها ليس مصلحة وطنيه ...والعكس هو الصحيح ...
فالمعارض المستنير يوضح معالم الطريق ...ولا يترك أخاه في حيرة لا يهتدي والمعارضة ضرورة ...
رغم ان المعارضة تلقت ضربات موجعة في المحاصرة تفاوتت حدتها ... وجعلت من المنظومات الناشئه تعيش في أجواء حياتية مأزومه ...وهذا الذي يجب تداركه بالامتناع والابتعاد عن تشويه الصورة لما يحدث داخل جبهة العمل الاسلامي حيث يتضح ويبرز وجود تيارين ...خصومتهما وأزمتهما قد لا تعين ...إن تعمقت وتضخمت ...لا بل إن غياب الرشد يفسح الجال لغير الراشدين ...والذين لهم حساباتهم ومشروعهم في الإنقضاض على أصوات الحكمة وشيوخها ...
هذا والاستمرار بالعلانيه، في طرح الخلاف قد لا يجسد سلامة اللحمة والنوايا ...التي يجب أن تحرص على البنى التراكميه والتجربه التاريخيه...
قد يكون نداء للحمة والاعتصام بحبل الله الممتد، وعدم الانجرار مع منطق التأزيم لابل والخروج الى فضاء العمل ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق