الأحد، 31 أكتوبر 2010

ألم ممنوع

من على سرير الشفاء في مستشفى الملك المؤسس حيث اجريت لي جراحة كلوية كبرى ...
هناك شاهدت ولمست الكوادر - الاردنية الصادقة - والمؤهلة ، والقادرة على خلق النموذج ... السامي الرائع والمؤشرة على ان النجاح ممكن وبين ايدينا بل وقريب نعم احطت بعناية « فائقة » وتمت اجراءات الدخول وما يتبعها بكل سلاسة ...
رأيت الحمائم البيض يقمن ويقومو بعملهم دون ضجيج ولمست مستوى عال من المؤسسية والانسانية ، واتمام العمل بكل اقتدار وتفوق...
ومن غرفة الى غرفة ...
كنت اريد التألم ، كان الالم عنيفا وشرسا يغوص بمفاصله ومخالبه ليطوقني لكن ...
ليس من حقي الالم ... هل انا في غزة ... ؟؟؟
هل احرقوني بالفسفور الابيض وبتروا اطرافي ..
هل اذهبوا ضوء .. نور عيني ... وصوروني ؟؟؟
ليبيعوا دمي وصوري ؟!!
هل سرقوا المي ... وكذبوه ... ؟؟؟
هل هدموا بيتي وردموا طفلي وكوموا اشلائي ...
كيف اجرؤ على الالم هل ستسمح لي نفسي بقول الاهه ...
وانا مدفأ ... واخوتي يأكلهم الزمهرير في الخيام ... وقد لا تكون لهم خيام
فقد لا تصل المساعدات وقد ... تغلق  المعابر
قلت لنفسي اصمت اصمت ... اخرس الاهه والأنة
الاهلون يحضرون العصائر والزهور يحملها الاصدقاء ...؟!!
فيم .. الدم والبلازما ممنوعة ان تعبر المعبر ...!!!!!
لتنزف يا جريح غزة...
لتبتر ساقاك ولتعم عيناك امام اخوتك
دم ممنوع من الدخول ؟؟؟
اهو مخدرات ام متفجرات ... ام قتل بطيء.. ؟؟
اينتظر الجريح حتى تتم الصفقة والمفاوضات ... وكل يغني على ليلاه ... ويخطط .. لمصالحه المبتغاه
قلت اجرع الالم ، ولا تقل آهه .. دعها تلجلج وتوقظك ضع ملحا على جرحك وشد عصابتك ...
فألم المشاهده مميت اكثر بل ينخر في العظم ولا تصدقه العقل (النهى).
هل من آهه اخرى...
احتفظ بأهتك الكبيرة .. لمستقبلك ؟!!!
اهة كبيرة اكبر من الاهة الحاليه ..
حين يأتي ليبرمان ، وشاس واسرائيل بيتنا بدلا من ثلاثي - ليفني اولمرت باراك
القادمون لا يعجبهم ما حدث في غزة ولا مقدار الاجرام ويريدون اكثر من الفسفور الابيض والعمى والتدمير واكثر...
اكثر من ماذا ؟؟؟
هل يوجد ابشع من البشاعة...
اي الم ستتألم ، واي آهة سنقول بانتظار ليبرمان .. وقطيعه كيف ستكون الاهة.
هل سنترحم على الشمطاء ليفني يوما..!!
ونحن في الوادي السحيق ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق