د نضال شاكر العزب الحب قبل الملفوف...
في بيوت غادرها الحب ...فإما هي في طلاق معلن بائن ...وإما في طلاق خفي غير معلن _ لأعتبارات إجتماعية _ يعاني الأطفال ما يعانيه المعتقلون الذين ينتظرون _ الفجر كي ينتهوا ...
أزمات نفسيه للصغار ...والحياة تطبق فكيها على الأب والأم ...ولكن دون ان يخفف كليهما على ألأخر ولكن يزيد من قسوة الحياة ومرارتها ...
لا شيئ لاشئ ...ليس الذي ينقص الصغار السكر ...لا ولا الفلافل ... بل الحب الحب الدافئه أرديته الناعمه لمسته المقدسة كلماته ...الأنيسة المؤنسه ضمتة الرحب الواسع ....
منذ غادر المنزل وارتحل بعيدا ولم يرد أن يودع الذين لم يحرصوا عليه ولم يدفئ لياليهم و صباحاتهم.. فها هو الصراخ يعلو منذ الصباح الباكر ولاينتج غير القسوة والمزيد من القسوه وتتلاحق الأزمات ...هو يصرخ ويشكو أثمان اللحمه والأرز ...ويصرخ حتى تكاد عروقه تنفجر في وجه الطفل ووجهها المقطب الذي لا يعرف الطفوله و الطفل الذي لم توقظه اليد الحانيه ...الأم التي تصر على "كشرتها " حتى لا يضعف موقفها أمام المجتمع الدولي أو _ لا سمح الله _ تكون قد هادنت !!! ...فتمد حلقات الصراع مع زوجها ..
لكنه الطفل المستكين الذي لا يعلم أين ينسحب وجرس المدرسة يلاحقه.. فيزيده الوالد من الشعر بيتا ....( ونافقت من أجل حليبكم لمديري ) هنا تخرج عن صمتها وتناول الصغير تهديداً لتبليغه للوالد (قله انا لن أعود إليه ) هكذا سيحلم الصغار بالعيش الرغيد وبسبب الأزمة الحياتية وتوترها والضغوط التي ليس لهم أي علاقة بها ولا كان لهم يوما علاقة باسواق المضاربات ، ولا بإنسحاق القيمة الشرائيه,ولا بالهجمة على منابع النفط ...فلماذا هذا الصباح الذي يشبه العلقم...
لماذا تفتح له أمه كل الدفاتر ...المبتدأه بأيام خطبتها وكيف قصر أهله معها...
لماذا الإنتهاء الى غرفة _مع كومة لحم _ حين يصبح أبغضُ الحلالٍ إلى الله _الطلاق _ هو الحل وتبادل التهم وتشويه صورة الأب في ذهن أطفاله جزءٌ لا يتجزأ من اليوم ...لمَ ؟ أخر ذكريات الطفل يد أبيه وكلام أمه الجارح....
هل كان زواجاً أم صفقة حسبت فيها كل الحسابات ورُجحت الفرعيات على المحبة والوئام ؟؟؟ هل تجمل كليهما ...أم إصطنعا الكذب وألبساه الحقائق....
لا مليون لا ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان.... ليس بالبقدونس والملفوف تعمر الديار ... لا ليس الملفوف أولا...
أي بئر –خاوية _ من سلسبيل الحب ، معطلة لا روح فيها تسكنها طفيليات الزمن والهجر...هكذا بدون الحب _الأب الخالد_ الذي تخلت البيوت عنه رغم ما أمر به الشارع الله جل جلاله ... بدون الحب لاشي غير الفجيعة والبكاء ليلف البيوت الصمت والرماد...
كيف ودعنا الحب ..
كيف سافر وطوى في الصحارى وإبتعد...
نفر الظبي ...نفار لا رجوع ...
د نضال شاكر العزب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق