الاثنين، 1 نوفمبر 2010

ابو عصمان

رحمه الله...
لا بد ان نعرف « ابو عصمان » ... كما يعرفه السواد الاعظم في السلط المرحوم

ككل فقراء بلادي ... « كان يجلس » « ابو عصمان » ويبيع البندوره .. للفقراء فلا دكان .. يملكه يحيي الجميع ، رافع الرأس .. ولم يلبس الحرير .. ولم يركب الباجيرو يوما .. ولم يحب الا  زبائنه
الذين يتحدثون بلغته ولا يلثغون بالاجنبيه فلباسه لباسهم وهمه همهم .. عاش وحيدا .. لم ينتهز احدا .. ولم يأكل حقوق احد ، ولا تطفل على الموائد ولم يعتب على احد .. طوال اعوامه التسعين مضى
.. فقيرا .. سيدا ... حرا مواطنا .. وبالنهاية وببساطه .. لم يجد من يدفنه .. !!! حين وافاه الاجل انه لحادث جلل ، مروع .. ان نكون في زمن لا نجد من يدفننا ... ويتنكر المسؤولون لنا.
فعلى المسؤولين قراءة الدستور مرة تلو مرة وليعلموا اننا متساوون وان الاردني سيد على ارض وطنه وسيبقى ..

وان الكرامة حق .. للمواطن وليسة منة .. من احد .. ليس من حق احد ان يجعل قصة « موته » مادة للتداول ولا ان يتبرع احد - من جيبه .. لدفنه.
فالمؤسسات - كالبلدية - اخذت ضرائب ورسوما وعليها الاعباء, هذا بصورة حقوقية فكيف من الناحية الانسانية يترك امرؤ للاحسان والتفضل اين يحدث هذا في العالم...؟؟
لو كان « ابو عصمان » عابر سبيل لما بقي حتى عمر التسعين عابر سبيل .. ايها الوطن ... ولم تجد فيها من ينتصر لك .. لم تجد فيها .. وفيا .. لشيبتك
لو كانت مطربة من الدرجة « المئة » لاكرمناها !!!
لو كان مرتش لامتلأت الصحف باخباره
ولو دعوت الاكابر وفرشت لهم الموائد وجلبت القاصرات لاحتج لك الف لسان .. لتصحو .. يا ابا وصفي هل سيصحو لك ومن اجلك - عرار -
قم يا ابا وصفي وانظر
قم وادفنا...
فهذا اول الموال ...
انتصر للهبر مرة اخرى
ادفنهم..
ولا تدفنهم معك .. فمدفنك غير مدفنهم
لست منهم « حصيرتك غير سجادهم »
لا تلحقهم بك ولا تعتب عليهم
دعهم في غيهم .. في كل واد يهيمون
دعهم يتيهون ... لهم التيه ..
ولا شيء غير السواد .. لوجوههم
نم قريرا واضحك في موتك على حيهم ..
ولا تحزن ...
فلا يشرفك حضورهم وان لم يحضروا شرف لك
لم يحضروا بالقابهم اليك وببدلاتهم الطليانية والباريسية
بنفاقهم وكذبهم و... لعزائك
يا سيدي .. ستبقى ككل الشرفاء رابضا خلف بندورتك ... لا تستجدي ..
نم قريرا يا سيدي الملحف ، المكفن بالكبرياء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق