إحتجاب الصحافه ؟ سلاح
د نضال شاكر العزب
هل احتجاب الصحافه حين لا يسمع لها ، ولا يعبأ بما تنشره ، سلاح ... وهل يشهر هذا السلاح في وجه وزير لا يسمع إلا لمدير مكتبه ... وماذا لوكان أغلب الوزراء لا يلقون بالا لسيل الحبر الذي لا يزحزح واحدا منهم ...لابد يكون أنموذجا للمسؤول القادم الذي يدرك ان لا عقوبه تطاله ... و-ياما حكوا عباب هالدكان والكلام ما عليه جمرك !!!
أم إن بقاء حاله الإهتراء والتكرار واليأس ستستمر عند مالئي الخانات ؟؟؟ وهي تمعن النظر في الكأس الخاليه ...وتجتر ما تقول وتعيد الكلام وتقولبه خارج المفيد والمجدي !!!
دفعني لهذه الكتابه ما مارسته الصحافه في بلاد شنقيط فلقد
إحتجبت الصحافة الموريتانيه في تحرك إحتجاجي ، يمثل ردا سلميا راقيا له مفاعيله ، وأثره على حملات التضييق التي تمارسها السلط – في الدول الفقيره والغير ناضجه ديمقراطيا والتي لا نبعد كثيرا عنها ...إن لم نكن منها ولا فخر.
لا بل إن النخب الموريتانيه هي نخب نوعيه ، متمكنه ، مارست العمل السياسي بطرق ناضجه رغم التغول عليها _ تغول السلطات الحاكمه _ لكنها اسست لمفاهيم وممارسات جعلت الشكل الإحتجاجي الأخير يتمتع بالنضج والسلميه يجعله تصرف حضاري واع !
... فمثلا حين التضييق على الحريات والمواقع الأليكترونيه في الأردن_ كنافذه للرأي _ ماذا كانت رده الفعل؟ الجواب لا شيئ سوى التشكي والتظلم واستدرار الشفقه ، الذي يستبطن إداره للخد الايسر بعد لطم الخد الأيمن وإدارة للقفا بإنتظار الركله التي تدفع لخارج الحلبه ...يضاف لذلك بيان إهتراء الرد وخوار قواه ...التي ستدفع لمزيد من التغول ..
وهكذا تستمر الحكايه ويستمر الوضع على ما هو عليه ويستمر التردي والإنحدار ... فيم تستمرالوضع في الطرف الأخر _ لغه متعاليه _ وعصا غليظه ، وبكل الاحوال دون رد ، لا يرد المثقف ولا يحتج ولا يحتجب_ , لسان حاله كحال المطلقات المظلومات الخائفات ... من التقريع والإهانه !!!
ويبدو ان الدرس الديمقراطي قد تعثر وتأخر فهمه عند النخب ، - والتي قد تكون مدعيه _ ، للفهم ولها خطابها المتعالي الذي ليس بينه وبين الجمهور تناغم وتناسق وقد فقد الإتصال بهموم الناس ، وفقد لغة التخاطب مع السواد الأعظم الذي لا يحتاج تقعر الألفاظ دون فعل احتجاجي على الصفعات والاستقواء ... الاستقواء الذي ترفضه الأجواء الحره التي جعلت انسياب المعلومة والافكار يتعارض مع فرضيات العسف والتسلط والاستقواء !!!
وبعد عجزنا أن نكون النموذج ، عجزنا عن المبادره الايجابيه وتقديم طريقه احتجاجيه عصريه ، على اغلب الصعد ... لم نحتج بطريقة مؤثره تجعل وزيرا متعاليا يعود لجاده الحق والصواب ، عجزت النخب المتعلمه ، والمدعيه الثقافه ، عن اسماع صوتها في كارثه التعليم ... وبقي الوزير بصورة متعاليه ، عجز المعلمون ، عجز الأطباء عن إيقاف التمييز الحاصل ضد أطباء القطاع العام _ أطباء الفئه الفقيره وفي هذه وغيرها أمثلة باقيه نعايشها ونعايش كيف تعاملنا معها ولم نحتجب بالحد الأدنى ،
عجزوا فلم لا يحتجبوا ...
يحتجبوا ويجربوا ... ليحتجبوا
د نضال شاكر العزب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق