الخميس، 2 ديسمبر 2010

التابع بن التابع

د. نضال شاكر العزب
من التابع بن التابع ؟ الذي يفعل ما يؤمر ...يرقص مع الراقصين ....
تنشر صحيفة خبرا فتنشغل الامة كلها به ...المتأثر الذي لا يؤثر ولا يبني ...المنفعل بالحدث الذي لا يصنعه ....
وبنظرة للإعلام العربي تكاد المواضيع تتشابه ، وكأن الكتابة - صرعة للموضة ... وملئ للخانات تحتشد بها الأعمدة المستكتبة ... ما الذي نقرؤه ؟؟؟ وكيف تضيع الساعات هدرا في كل الأحوال ... دون سؤال عنها ...ما الذي نفعله كأمة وأفراد في زوبعة الحدث ...حيث مللنا الإنحناء أمام العاصفة التي مرت على فلسطين والعراق ولبنان ...فتحركنا منفعلين لا متقدمين ثم مارسنا البيات دون رشد ....
خبر عن راقصة يستجلب كل التكنولوجيا العربية والاعلامية .... خبر أخر تجند له الوسائل الاعلامية عن قصة طلاق ....وتضيع قصة الوطن المشظى ، وتهدر الدماء ، ويسيطر على منابع النيل ... فتعود قصة الراقصة اهم من تعطيش حوض النيل ...وإبقاء _ خمسين ألف _ محارب في العراق للإسهام بنهضته وكان الارض العربية وما تحتها من بحيرة النفط شأن أمريكي أو أن الامريكي استودع النفط وشريانه عندنا....
لكن في علم الإحصاء ، هنالك المنحنى الطبيعي للتوزع فتقارن به نسب التحصيل والمداخيل الطبيعية ومقادير إنحرافها عنه ... وكم تنحرف النتائج عما هو طبيعي ....لكن لو افترضنا أن هنالك مقياساً يدرس تبعية الأفراد للغير وتوزع تلك التبعية ، فهل يعقل أن الأمه كلها تابعة ...وهل يعقل استمراء واستعذاب التبعية ...وسلب التابع لمتبوعه المسترخي المتكاسل ....
أتكون المصيبة في أغلب الأفراد ويكون النزر اليسير المتبقي من المثقفين والمتنورين معزولين ومتهمين ...فمن تبعية إعلامية لأخرى ثقافية ...لإنسحاق إقتصادي ...لهدر للمليارات - عنوان هذا لا يعنيني أخي العربي ولا أخي المسلم وأنا حر أبعثر كل يوم غيرما بعثرت بالأمس هذا إن لم أشهر سيفي عليه - على أخي _ ، مدعيا رجولة – لحظيه غير دائمة _ لا نراها إلا حينا وحينا ...
هكذا حكى التاريخ عن التابع الذي قد يكون تابعا _ تتلمذ التبعية ورضعها  من ثدي الوالدة  المضطهدة من الوالد التابع فكل العائلة لاتعرف سوى نغما واحدا !!! ...فمن أين ستأتي رياح التغيير والتطور ، من أين ستهب رياح التفاؤل بالغد المشرق ...ومن سيكتب الإشراقات في زمن التيه ....!!! **** في زمن التيه العربي ، لا نجد رافعه من الكتاب والصحفيون يكتبون عن نهضه الأمه وما الذي تعنيه السيطره المبتذله على الإعلام وتوظيفه بعكس متجهات النمو والتطور لا بل وانزياحه نحو الاسفاف والتبعيه ...اعتقد دوما بترتيب الأولويات وللأولويات فقه وللمقاصد فقه يبدو غائبا.

هناك تعليق واحد: