د نضال شاكر العزب
زريفه ...في يوم المرأه والأم ...
د نضال شاكر العزب
في الثامن من اذار وقبله وبعده ...وردة ...وفي كل أيام الصبر والمعاناة والمكابد التي مرت وستمر بالقسوة ذاتها التي إعتادتها الارجل الكادحه أرجل الامهات والزوجات والأخوات العاملات
قد نحتفي بهن ويحتفي بهن أطفالهن ببسمه تملئ الدنيا ضياءا ...وقد يحتفى بالامهات الأخريات في فنادق السبع نجوم ....مع اربعين نوعا من الكيك ...وممثلين عن المنظمات الدوليه لكني متأكد ان بسمتنا ستنتصر ...
زريفه سيده ...من بلدي ....سمراء مكافحه ...لوحتها الشمس ...وعضها البرد في دنيا الثروه العربيه " المبدده " والمهدوره ...
اصفرار وجهها وفقر دمها لم تعالجه الأيدي الخبيره التى تعالج المرضى " الديلوكس " وتكتب لهم التقارير لتحل أزماتهم وتخرجهم للسياحه العلاجيه ....وهي ستبقى تلهث كلما صعدت الدرج ...وفي صفير صدرها ...كل ما يقوله فقراء بلادي ...كل السخط وسباب الفقير الجائع في وجه الفقير المانع ....
فزريفه .... منذ سنين لم تتوقف عن ضرب الارض ، تبحث عن
"قوت أولادها " بكرامه ...والكرامة وعزة النفس والتعفف ...هي
كل الحكايه عند زريفه منذ غادرها زوجها ...فأهمت اولادها قيمه
العمل بكرامه والبحث عن الرزق وحمل التراب والباطون ...حتى لا يطرق بابها طارق ....ولا تقبل من محسن أجرا...
زريفه السلطيه والبقعاويه والكركيه ... زريفه تحدث النفس مثلما نحدثها ... تقول فيسمعها الصغار ويتناقلون أقوالها وجرأتها وسخطها
ونفاذ صبرها ومشتكاها لله ....
لا تبن سنها ولا تبسم لطامع ...فكانت "جد الجد " ، زمت شفتيها
ولم تبسم ...صعدت الأدراج فإختلطت أنفاسها ,,,برائحه الطبيخ...لتصل لغرفتها الشبيهة بسجون العصور المتأخره...وستبقى هنالك عنوانا للصمود ....الصخري الذي لا يلين ....
كانت تسب وتعلن رفضها لسوء الحال وتشكو للواحد الأحد...
حينها يتعشق الصغار سبابها " وفشة حرتها " ويتناقلونها
فتذهب كالامثال ....وترقبها عيون النسوه اللوتي تقصفهن
بالسباب لتكرشهن وتهدلهن واستسلامهن ....فلا يناقشنها ...
فوجهها المختلط سماره باصفراره ...الحادة معالمه وتجاعيده
لا يقبل نقاشا سلبيا ...ولا تبريرا ...
كل القوة في " زريفه " التي إتحدت مع المهاتما غاندي...فهو
قرر ان يلبس وينسج من صوف عنزته " أن يلبس بكرامه "
ولا ينتظر ...من الانجليز - منه _ وهي استمرت تلبس _ مدرقتها _الوحيده في كل المناسبات تلك المدرقه الوحيده ... السوداء منذ حرمت على نفسها الزركشه والألوان ... ترى كم زريفه لدينا ...زكم نحتفى بمن لا يستحقون الاحتفاء ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق